الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإمام في بيان أدلة الأحكام
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [آل عِمْرَان: 133]. {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [الْحَدِيد: 21] أَيْ إِلَى أَسْبَابِهَا. {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} [الزلزلة: 7] أَيْ يَرَ جَزَاءَهُ. وَكَذَلِكَ: {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة: 8]. {لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} [الزلزلة: 6] أَيْ جَزَاءَ أَعْمَالِهِمْ. {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التَّكَاثُر: 8] أَيْ عَنْ شُكْرِ النَّعِيْمِ فَإِنَّ الْمُبَاحَ مِنَ النَّعِيْمِ لَا يُسْأَل عَنْهُ تَوْبِيْخًا. وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِيْ سِيَاقِ التَّهْدِيْدِ: {لَاَّ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم} [الْأَعْرَاف: 27] أَيْ كَفِتْنَةِ إِخْرَاجِ أَبَوَيْكُمْ. {فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ} [الأَنبياء: 5] أَيْ كَآيَةِ إِرْسَالِ الْأَوَّلِيْنَ. {هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ} [مُحَمَّد: 13] أَيْ مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِكَ. {وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الأَنَعام: 92] أَيْ أَهْلَ أُمِّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا. {يَخَافُونَ رَبَّهُم} [النَّحْل: 50] أَيْ عَذَابَ رَبِّهِمْ. {يَرْجُونَ تِجَارَةً} [فَاطِر: 29] أَيْ رِبْحَ تِجَارَةٍ لِأَنَّ رِبْحَ الْأَعْمَالِ ثَوَابُهَا وَالتِّجَارَةُ بِالْأَعْمَالِ. {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} [النُّوُر: 35] كَضَوْءِ الْمِصْبَاحِ. {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ} [الْبَقَرَة: 19] أَيْ كَأَصْحَابِ صَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ. {يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هُود: 114] أَيْ إِثْمَ السَّيِّئَاتِ. {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ} [يُوسُف: 7] أَيْ فِيْ قِصَّةِ يُوْسُفَ. النَّوْعُ الثَّامِنُ: حَذْفُ جَوَابِ الشَّرْطِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ} [فَاطِر: 4]. {فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [فَاطِر: 25] جَوَابُهُ مَحْذُوْفٌ تَقْدِيْرُهُ: فَتَأَسَّ بِمَنْ كُذِّبَ قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِيْنَ. وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُوْنَ قَوْلُهُ: {كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ} [فَاطِر: 4] جَوَابًا لِأَنَّهُ مُتَقَدِّمٌ عَلَى الشَّرْطِ وَجَوَابُ الشَّرْطِ لَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ قَوْلُه: {وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ} [الأَنْفال: 38] لَا يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ جَوَابًا لِتَقَدُّمِهِ عَلَى عَوْدِهِمْ وَإِنَّمَا الجَوَابُ فَلْيَحْذَرُوْا مَا أَصَابَ الْأَوَّلِيْنَ. وَكَذَلِكَ قَوْلُه: {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً} [النِّسَاء: 149] أمَا الْعَفْوُ فَإِنَّهُ مُرَتَّبٌ عَلَى الشَّرْطِ وَلَكِنْ كَانَ يَمْنَعُ عَنْ ذَلِكَ وَأَمَّا الْقُدْرَةُ فَلَا يَصِحُّ فِيْهَا التَّرْتِيْبُ لِقِدَمِهَا وَجَوَابُ الشَّرْطِ: يَجْزِكُمْ بِذَلِكَ لِقُدْرَتِهِ عَلَى الْجَزَاءِ. وَكَذَلِكَ قَوْلُه: {وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلَاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الْبَقَرَة: 227] لَا يَصِحُّ تَرْتِيْبُ سَمْعِه وَعِلْمِهِ عَلَى عَزِيْمَةِ الطَّلَاقِ وَالْجَزَاءِ فَلْيَحْذَرُوْا أَذِيَّتِهِنَّ بِقَوْلٍ يَسْمَعُه اللهُ أَوْ فِعْلٍ يَرَاهُ اللهُ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {ومَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ} [الْبَقَرَة: 197] أَيْ يُجَازِيْكُمْ عَلَيْهِ وَهَذا بِعُرْفِ الِاسْتِعْمَالِ. النَّوْعُ التَّاسِعُ: حَذْفُ بَعْضِ الْقِصَّةِ لِدِلَالَةِ الْمَذْكُوْرِ عَلَى الْمَحْذُوْفِ. وَذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ} [يُوْسُف: 45- 46] تَقْدِيْرُهُ: فَأَرْسَلُوْهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ. {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا ولِيداً} [الشُّعَرَاء: 16- 18] حُذِفَ: فَأَتَيَاهُ فَقَالَا إِنَّا رَسُوْلُ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ الْآيَةَ. وَكَذَلِكَ قَوْلُه: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ولَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ والسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وتَولَّى (48) قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى} [طَه: 47- 49] حَذَفَ الْجَمَلَ الَّتِيْ أُمِرَا بِإِبْلَاغِهَا إِمَّا عَلَى جِهَةِ التَّفْصِيْلِ لَوْ لَفَظَ بِهَا وَإِمَّا عَلَى جِهَةِ الْاخْتِصَارِ مِثْلَ أَنْ يَقُوْلَ: فَأَتَيَاهُ فَأَبْلَغَاهُ ذَلِكَ قَالَ: فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوْسَى. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18) وأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} [النازعات: 17- 20] فَحَذَفَ ذِكْرَ مَا أُمِرَ بِإِبْلَاغِهِ إِلَيْهِ وَلَوْ لَفَظَ بِهِ لَكَانَ ذَكْرُهُ مُخْتَصَرًا أَحْسَنَ فَيُقَدَّرُ كَذَلِكَ ذَلِكَ مِثْلَ أَنْ تَقُوْلَ: وَأَبْلَغَهُ ذَلِكَ كَمَا قَالَ: {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [يُونُس: 106] وَلَمْ يَقُل فَإِنْ دَعَوْتَ مِنْ دُوْنِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ وَالثَّلَاثُوْنَ: التَّذْكِيْرُ بِالنَّعَمِ يَتَضَمَّنُ اقْتِضَاءَ شُكْرِهَا لِأَنَّ شُكْرَهَا هُوَ الْمَقْصُوْدُ مِنْ ذِكْرِهَا: {واذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ ورَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأَنَفال: 26]. {فَاذْكُرُواْ آلَاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الْأَعْرَاف: 69]. {اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ} [المَائدة: 11]. {واذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا} [آل عِمْرَان: 103]. فَالْغَرَضُ بِتَذْكِيْرِ النِّعَمِ هُوَالتَّوَسُّلُ بِذِكْرِهَا إِلَى شُكْرِهَا لِمَا يَتَوَقَّفُ شُكْرُهَا عَلَى ذِكْرِهَا وَإِلَّا فَمُجَرَّدُ ذِكْرِ النِّعَمَةِ لَا غَرَضَ فِيْهِ. .الْفَصْلُ الثَّامِنُ: فِيْمَا يَدُلُّ عَلَى الْأَحْكَامِ مِنْ صِفَاتِ الله تَعَالَى أَوْ صِفَاتِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ: أَوْصَافُ الرَّبِّ ضَرْبَانِ:سَلْبِيٌّ. وَإِثْبَاتِيٌّ. فَالسَّلْبِيُّ كَالْقُدُّوْسِ وَالسَّلَامِ وَالْغَنِيِّ وَيَذْكُرُهَا الرَّبُّ سُبْحَانَهُ تَمَدُّحًا لِنَفْسِهِ وَإِعْلَامًا لِعِبَادِهِ وَتَرْغِيْبًا فِي الْإِعْظَامِ وَالْإِجْلَالِ. وَقَدْ يَذْكُرُ الْغَنِيَّ لِبَيَانِ أَنَّ جَزَاءَ أَعْمَالِ الْعِبَادِ تَعُوْدُ عَلَيْهِمْ دُونَهُ كَقَوْلِهِ: {ومَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عِمْرَان: 97]. {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ولَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزُّمَر: 7]. {ومَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النَّمْل: 40] جَوَابُ الشَّرْطِ وَمَنْ كَفَرَ فَقَدْ ضَيَّعَ حَظَّ نَفْسِهِ مِنَ الثَّوَابِ ومِنَ السَّلَامَةِ مِنَ الْعِقَابِ فَيَعُوْدُ ذَلِكَ إِلَى الزَّجْرِ عَنِ الْكُفْرِوَصِفَاتُ الْإِثْبَاتِ ضَرْبَانِ: ذَاتِيٌّ وَفِعْلِيٌّ وَتُذْكَرُ صِفَاتُ الذَّاتِ إِعْلَامًا وَتَرْغِيْبًا فِي الْإِجْلَالِ وَالْمَهَابَةِ وَتَمَدُّحًا وَتَرْغِيْبًا فِي الطَّاعَةِ وَتَحْذِيْرًا مِنَ الْمَعْصِيَةِ. وتُذْكَر صِفَات الْفِعْل لِلتَّمَدُّحَ وَالتَّمَنُّنِ وَالتَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ وَالتَّعْلِيْمِ لِأَجْلِ التَّعْظِيْمِ. وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَيْهِ أَوْصَافًا عَلَى سَبِيْلِ التَّجَوُّزِ إِذْ لَا يُمْكِنُ اتِّصَافُهُ بِحَقَائِقِهَا وَهَلْ يَكُوْنُ مَجَازُهَا عِبَارَةً عَنْ وَصْفٍ ذَاتِيٍّ أَوْ فِعْلِيٍّ فِيْهِ خِلَافٌ. وَقَدْ يَكُوْنُ فِيْ بَعْضِ الْمَوَاطِنِ عِبَارَةً عَنْ وَصْفٍ ذَاتِيٍّ وَفِيِ بَعْضِهَا عَنْ وَصْفٍ فَعَلِيٍّ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ» فَالرِّضَا هُنَا عِبَارَةٌ عَنِ الْإِرَادَةِ إِذْ لَا يُسْتَعَاذُ بِحَادِثٍ وَالْمُرَادُ بِالسَّخَطِ فِعْلُ السَّاخِطِ إِذْ لَا يُسْتَعَاذ مِنْ قَدِيْمٍ «وَبِمُعَافَاتِك مِنْ عُقُوبَتِكَ» أَيْ بِمُوْجِبَاتِ مُعَافَاتِكَ وَهِيَ مِنْ قُدْرَتِكَ وَإِرَادَتِكَ مِنْ عَيْنِ عُقُوْبَتِكَ «وَبِكَ مِنْكَ» لِأَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بِالْفَاعِلِ عَلَى التَّحْقِيْق وَصِفَاتُ الذَّاتِ سَبْعٌ: الصِّفَةُ الْأُوْلَى: الْحَيَاةُ وَتُذْكَرُ تَعْلِيمًا لِلْإِجْلَالِ وَتَمَدُّحًا كَقَوْلِهِ: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [الْبَقَرَة: 255]. {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [غَافِر: 65] وَقَدْ تُذْكَر ُتَرْغِيْبًا كَقَوْلِهِ: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الْفُرْقَان: 58] وَذَكَر الْحَيَاةَ الدَّائِمَةَ تَرْغِيْبًا فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَالِالْتِجَاءِ إِلَيْهِ. الصِّفَةُ الثَّانِيَةُ: الْعِلْمُ وَتُذْكَرُ تَمَدُّحًا كَقَوْلِهِ: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الْبَقَرَة: 29]. {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الأَنَعام: 59]. {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [الْأَحْزَاب: 40]. {إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} [آل عِمْرَان: 5]. {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} [يُونُس: 61]. {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} [الْجِنّ: 28]. وَقَدْ تُذْكَرُ تَرْغِيْبًا وَتَرْهِيْبًا فَالتَّرْغِيْبُ كَقَوْلِهِ: {ومَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ} [الْبَقَرَة: 197]. {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ} [البقرة: 270]. {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 215]. {وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 115]. وَالتَّرْهِيْبُ كَقَوْلِهِ: {وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ} [البقرة: 95]. {فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} [آل عمران: 63]. {ولاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم: 42]. {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} [فصلت: 40]. {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} [النساء: 63]. {يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235]. {وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ} [الممتحنة: 1]. وَالْجَمْعُ بَيْنَ التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ كَقَوْلِهِ: {وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة: 220]. {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125]. {يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} [الرعد: 42]. {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 132]. {ولاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس: 61]. {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ} [الأعراف: 7]. {وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154]. {وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 30]. {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 166]. {وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ} [آل عمران: 167]. وَقَدْ تُذْكَرُ لِلتَّسْلِيَةِ كَقَوْلِهِ: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ} [الْأَنْعَام: 33]. {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ} [الْحِجْر: 97]. الصِّفَةُ الثَّالِثَةُ: الْإِرَادَةُ وَقَدْ تُذْكَرُ تَمَدُّحًا كَقَوْلِهِ: {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هُود: 107] تَمَدَّحَ بِنُفُوْذِ إِرَادَتِهِ فِيْ كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ} [إبْرَاهِيْم: 27]. {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ} [آل عِمْرَان: 26]. {وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ} [الرَّعْد: 11] الْآيَةَ. {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً} [المَائدة: 41]. {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} [يُونُس: 99]. {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السَّجْدَة: 13]. {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} [الْأَنْعَام: 112]. {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} [النِّسَاء: 133]. وَقَدْ تُذْكَرُ تَمَنُّنًا كَقَوْلِهِ: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النِّسَاء: 27]. {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ} [الْأَحْزَاب: 33]. {وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ} [المَائدة: 6]. {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ} [النِّسَاء: 28]. {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ} [النِّسَاء: 90]. {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الْإِسْرَاء: 86]. وَقَدْ تُذْكَرُ تَرْهِيْبًا كَقَوْلِهِ: {أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ} [الْأَعْرَاف: 100]. {وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ} [يس: 66]. {وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} [يس: 67]. {لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} [الْوَاقِعَة: 65]. {وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ} [مُحَمَّد: 30]. {لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً} [الْوَاقِعَة: 70]. الصِّفَةُ الرَّابِعَةُ: الْسَّمْعُ وَتُذْكَرُ تَمَدُّحًا كَقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشُّورَى: 11]. {وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الْمَائِدَة: 76]. وَتُذْكَرُ تَهْدِيْدًا كَقَوْلِهِ: {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء} [آل عِمْرَان: 181]. وَكَقَوْلِهِ: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى} [الزُّخْرُف: 80]. وَتُذْكَرُ تَسْكِيْنًا وَتَطْمِيْنَا كَقَوْلِهِ: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طَه: 46]. وَتُذْكَرُ ُتَرْغِيْبًا كَقَوْلِهِ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} [الْبَقَرَة: 186] أَيْ سَامِعٌ لِدُعَائِهِمْ عَبَّرَ بِالْقُرْبِ عَنِ الْسَّمْعِ لِتَوَقُّفِهِ عَلَيْهِ فِي الْعَادَةِ وَتُذْكَرُ بِمَعْنَى الْإِجَابَةِ كَقَوْلِهِ: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} [إبْرَاهِيْم: 39]. |